مع اقتراب انطلاق امتحانات الثانوية العامة يوم الأحد 15 يونيو 2025، يشعر آلاف الطلاب في مصر بحالة من الترقب والتوتر، ليس فقط بسبب أهمية هذه المرحلة الدراسية، بل لأن هذا العام يشهد تطبيق نظام جديد كليًا يغيّر ملامح الامتحانات المعتادة، تعديلات جوهرية في عدد المواد، ونظام الدرجات، وطريقة طرح الأسئلة، كلها تغييرات أثارت الكثير من الجدل والتساؤلات داخل البيوت المصرية.
تغيير جذري في عدد الامتحانات ونظام الدرجات
لأول مرة منذ سنوات، تقلصت عدد الامتحانات الأساسية لكل شعبة إلى خمسة فقط، بعدما كانت سبعة، ما يُعد خطوة نحو تخفيف العبء عن الطلاب كذلك، تم تقليص المجموع الكلي للثانوية العامة من 410 إلى 320 درجة فقط، في محاولة واضحة لجعل التقييم أكثر تركيزًا على التحصيل الحقيقي للمعرفة وليس الكم.
مواد لم تعد كما كانت
من اللافت هذا العام إلغاء بعض المواد التي كانت أساسية في السنوات الماضية مثل الفلسفة، علم النفس، الجيولوجيا وفروع من الرياضيات، مع تحويل اللغة الأجنبية الثانية إلى مادة خارج المجموع، أما مادة الإحصاء، فقد أصبحت مادة أساسية لطلاب الشعبة الأدبية، حيث تشمل 35 سؤالًا، بينها سؤالان مقاليان، مما يعكس توجه الوزارة نحو تنويع أنماط التقييم.
تعديلات دقيقة في اللغة الأجنبية الأولى
لم تَسْلَم مادة اللغة الأجنبية الأولى من التغيير، فقد ارتفعت درجتها من 50 إلى 60 درجة، وزاد عدد أسئلتها من 37 إلى 42، لتصبح واحدة من المواد الأكثر تأثيرًا على المجموع النهائي، ويشير الخبراء إلى أن هذه التعديلات تضع الطالب أمام ضرورة تطوير مهاراته اللغوية بشكل أعمق، وليس فقط حفظ الكلمات والقواعد.
امتحانات أقرب للفهم وأبعد عن الحفظ
وفق ما صرّح به أساتذة التربية، فإن الهدف من هذه التعديلات هو إرساء نظام تعليمي جديد يقوم على الفهم، التحليل، والتفكير النقدي، لا مجرد الحفظ، ولذلك أصبحت أسئلة اللغة الأجنبية الثانية بالكامل من نوع “الاختيار من متعدد”، لتقليل التحيز في التصحيح وضمان العدالة.
