منوعات

من هم الحشاشين.. ولماذا تم تسميتهم بهذا الاسم وكيف كانت نهايتهم؟

احتل مسلسل الحشاشين اهتمام الكثير من المشاهدين سواء المصريين والعرب، ويبدو أنه سيكون الحصان الرابح في منافسات الدراما في الموسم الرمضاني الحالي، خاصة أن إنتاج المسلسل يبدو كبيرًا ويبدو أن هناك اهتمام كبير بالتفاصيل وبالتالي يمكن أن يكون هذا المسلسل نقطة تحول كبيرة في الدراما المصرية في المرحلة القادمة، ولكن من هم الحشاشين الذي يدور حولهم المسلسل؟

من هم الحشاشين؟

الحشاشين، أو الحشاشون، أو الحشيشة، أو الدعوة الجديدة، كلها أسماء أطلقتها تلك الفئة على نفسها، وهي أحد الطوائف الشيعية الإسماعيلية النزارية الباطنية، وانفصل الحشاشون عن العبيديين الفاطميين في أواخر القرن الخامس هجريًا/ الحادي عشر ميلاديًا، وكانت تدعو إلى إمام نزار المصطفى لدين الله ولكل من جاء من نسله.

واشتهر الحشاشون بين القرن الخامس إلى السابع هجريًا، الموافق الحادي عشر إلى الثالث عشر ميلاديًا، واستقروا في بلاد فارس، والشام، ومؤسس الحشاشون هو الحسن بن الصباح، والذي سكن في قلعة الموت في فارس واعتبرها مركز لنشر دعوته وإنشاء دولته.

وبالفعل حرص الحشاشون على بناء قلاع محصنة على قمم الجبال، وحاولوا نشر دعوتهم وهو ما أدخلهم في خلافات شديدة مع الدولة العباسية والفاطمية، وليس هذا فحسب بل دخلوا أيضًا في خلافات مع السلطنات الكبرى في هذا الوقت منها السلاجقة، الخوارزميين، الزنكيين، والأيوبيين، وبالطبع الصليبيين، وفشلت كل تلك الدول والسلطنات في القضاء على الحشاشين.

فقد كان اعتمادهم الأساسي على عمليات الاغتيالات التي يقوم بها فئة الفدائيون، وهم أشخاص مؤمنين بدعوة الحشاشون وفي نفس الوقت لا يخافون الموت من أجل نشر الدعوة، ولهذا السبب كان الجميع يخاف الحشاشون، خاصة بعد اغتيال أحد وزراء السلاجقة الوزير “نظام الملك” وكذلك الخليفة العباسي “المسترشد” وأيضًا ملك بيت المقدس “كونراد”.

وكما سبق وذكرنا تنتمي تلك الفئة إلى الشيعة اسماعيلية نزارية باطنية، وهذا يعني أنهم يتبعون الفكر الشيعي، وكانوا في الأساس تابعين للإسماعيليين في السام، وكان هدفهم نقض مزاعم نزار المصطفى لدين الله والتأكيد على شرعية الحط المستعلي، وتم الإشارة لهم بالباطنية وأحيانًا الملاحدة لقذفهم والتقليل منهم.

أسطورة الفردوس ماركو بولو
أسطورة الفردوس ماركو بولو

سر التسمية بالحشاشين

أما عن سر تسميتهم بالحشاشين فهي ترجع إلى وصف قلعة الموت الذي استقر فيها مؤسس الحشاشون، وكان بداخل تلك القلعة حديقة كبيرة فيها الكثير من الأشجار والقصور ونهر يفيض بالخمر واللبن والعسل والماء، مع وجود الكثير من الجميلات اللاتي يرقصن ويغنين وذلك لكي يوهموا الجميع أن تلك هي الجنة، وكان ممنوعًا على أي شخص أن يدخل هذا المكان إلا إن قرر الانضمام للجماعة.

وكانوا  بالفعل يسمحون بدخولها ولكن مجموعات، ويحرصون قبلها على تقديم مخدر الحشيش لتلك المجموعات حتى يشربون منه ويذهب عقلهم كليًا فيناموا في أماكنهم، وبعدها يتم حملهم ووضعهم في الحديقة، ليستيقظوا بداخلها ويعتقدوا أنهم ذهبوا إلى الجنة، وبالفعل بعد استيقاظهم يجربون كل ما هو موجود في الحديقة، ثم يتم تخديرهم بالحشيش مرة أخرى حتى النوم وبعدها يخرجوهم من الحديقة ويرسلوهم إلى شيخ الجبل، فيركعون أمامه وهو يخبرهم أنهم ذهبوا إلى الجنة وخرجوا منها، وبهذا تنتهي عملية غسيل الدماغ ويؤمنوا كليًا بكل ما يطلب منهم.

فينفذوا كل الأوامر التي توجه لهم حتى وإن كانت الموت من أجل الجماعة لكي يعودوا مرة أخرى إلى تلك الجنة التي سبق وجربوها بالفعل.

وجاء هذا الوصف في أحد كتب الرحالة الإيطالي ماركو بولو والذي أطلق عليها “أسطورة الفردوس”.

الفدائيون
الفدائيون

نهاية الحشاشين

وكما سبق وذكرنا لم تتمكن أقوى الدول والممالك والسلطنات من القضاء على الحشاشون، ولكن الغزو المغولي بقيادة هولاكو كان هو نهاية تلك الطائفة في بلاد فارس عام 1256، حين قام جيش المغول بمهاجمة الحشاشون واستولوا على قلعة الموت وأكثر من مئة قلعة أخرى تابعة لهم وتم إحراقهم، وبعدها جاء الدور على الدولة العباسية وتم إحراق عاصمتها بغداد، ومن هنا انتهت تلك الفئة التي عرف عنها الخداع والتلاعب ووصفت بالإلحاد.

زر الذهاب إلى الأعلى